نظم المتحف المصرى لأول مرة معرضا للعملات المصرية على مر العصور حيث يحتوى على عملات ترجع لفترات تاريخية مختلفة ومتنوعة منها عملات عليها نقوش فرعونية بالكتابة الهيروغليفية وعملات ترجع للعصر الرومانى والبطلمى وأخرى تعود لعهد الفتح الاسلامى .
كتب : محمد شعبان
تصوير : محمد لطفى
وتنقل هذه العملات إلى حد كبير التطور السياسى والإجتماعى فى مصر فمن خلالها يستطيع أى زائر للمتحف المصرى أن يقرأ التاريخ على سطح هذه العملات بطريقة سلسة كما يستطيع أن يرصد التطورات التى طرأت على نظام الحكم فى مصر ، ويقول الدكتور سيد حسن ، مدير المتحف المصرى والمسئول عن تنظيم المعرض : لم تضرب النقود فى مصر طوال العصر الفرعونى إلا فى عهد الأسرة الثلاثين فقد بقيت الحضارة المصرية متمسكة بتقاليدها العريقة فى اتباع نظام المقايضة بالحبوب والبيض والماشية والمنتجات اليدوية وخلافه ولكن تحن ضغط الظروف السياسية تم صك العملة باسم الملك أو الفرعون المصرى " تاخوس " وتحديدا عام 350 قبل الميلاد وكانت تسمى هذه العملة ب "النوب نفر" وتعنى الذهب الجيد أو الخالص وهى تعد من العملات النادرة جدا حيث يوجد منها حوالى عشرين قطعة فقط على مستوى العالم وهى العملات الوحيدة التى تم اكتشافها حتى الآن وتحمل كتابات مصرية قديمة ، حيث كان الملك تاخوس قد جلب عددا من الجنود المرتزقة من اليونان لمحاربة الفرس الذين جاءوا لاحتلال مصر مما دعا الحكومة المصرية لأن تضرب النقود لدفع أجور هؤلاء الجنود دون أن يتم التعامل بها على المستوى الشعبى ، وفى عهد الأسكندر الأكبر استخدم المصريون النقود فى تعاملاتهم اليومية لأول مرة فى التاريخ وكانت العملة فى ذلك الوقت تحمل صورة الأسكندر بعد تأليهه .
وفى عام 306 قبل الميلاد استقل خلفاء الأسكندر وصاروا ملوكا وصار بطليموس الأول ملكا على مصر حيث ضربت أولى النقود المصرية المستقلة من الذهب والفضة والبرونز وهكذا استمر ضرب النقود فى عهد كليوباترا ثم العصر الرومانى ثم العصر البيزنطى وطوال هذا التاريخ كانت العملات تحمل صورة الملك الحاكم على أحد الأجه ثم صورة الإله الحامى على الوجه الآخر ، بحيث تأخذ العملة الطابع الرسمى من الملك والإله أو الرمز المقدس، كما كانت هناك محاولات لتزوير العملة ووجدنا عددا من القوالب والأوانى الصغيرة والأدوات التى كانت تستخدم فى صك العملة بطريقة شعبية خارج سلطة الدولة الرسمية . كما يلاحظ أيضا أن العملات تعكس إلى حد كبير التطور الاقتصادى فى المجتمع المصرى فعندما تكون مصنوعة من الذهب والفضة فهذا يعنى أن القدرة الشرائية لها مرتفعا جدا مما يعنى أن العملة فى هذا الوقت كان لها قيمة عالية ، أما فى عهود الاضمحلال فكانت تصنع من البرونز أو أى معدن آخر رخيص الثمن كما تعكس هذه العملات التطور الدينى الذى حدث فى مصر فعندما دخل الفتح الإسلامى كانت النقود تحمل كلمات " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، محمد رسول الله " وحولها آيات قرآنية .