نوع جديد من الإرهاب يطل علينا هذه الأيام في المملكة وقد يكون اكثر صلافة من الارهاب بمفهومه العام - أي قتل النفس البشرية.
ولإيضاح فكرة هذا الإرهاب الجديد، تكفي زيارة قصيرة لبرج المملكة ومركز التسوق هناك حتى يتفاجأ المرء بأنواع من "الشِّيَف" تسير على اقدام - أي عصاقيل ضحك - وبعضهن تحسبه يسير على جنازير كالمدرعات وآليات القصف الاستراتيجي! يلفت انتباه الزائر هناك مجموعة من الوجوه الكالحة والتصرفات القبيحة والتي لاتليق حتى بهذا القبح، فهن ممن جاز عليهن القول المأثور "شين وقوي عين". فمن وجه يشبه تضاريس المملكة بجبالها وسهولها وديانها إلى آخر يشبه جدار بيت تكسوه عدة طبقات من الدهان وآخر يشبه وجه الهيكل العظمي الذي درسناه في مواد العلوم والاحياء.
كلما رأيت احد تلك الوجوه ذكرني بقول شاعر يدعى محمد المشعان حين رأى "شيفه" تتميلح فقال لها:
قولي لطيفك ينقلع ** ولعل أنفك ينجدع
يا أيها الوجه الذي ** قال المغازل فيه "وع"
لاترفعي الصوت النشاز ** فقد يموت المستمع
سبحان من جعل الدمامة ** فيكِ وصفاً يصطرع
القبح فيكِ مع الليالي ** سيستمر وينطبع
مهلاً ! فحبلك بالجمال ** من البداية منقطع
ياصورة لو قيل للشـ ** ـيطان كنها لم يطع
وهذا الوصف لاينطبق فقط على بعض نون النسوة، بل إن بعض جمع المذكر السالم له نصيبه ايضاً، ففئة "طيحني" و "بابا سامحني" تندرج تحت هذا اللواء والوصف خصوصاً إن امتزجت هذه الفئات مع الوان ما انزل الله بها من سلطان كاللون الزهري وفنايل "الكت".
رحم الله آبائنا وأجدانا، أذكر في طفولتي أن أحدنا - ونحن اطفال - يهرب للرصيف المقابل ان وجد امرأة تسير على الرصيف امامه خوفاً من أن يراه والده ويكون مصيره العقال العتيد.
معاني الكلمات:
مملكة: برج المملكة
شيفة: نوعية من الشيون المتميلحين
عصاقيل: سيقان
فنايل الكت: فينلا علاقي