حكومة أخر زمان !!
تصر الادارة الأمريكية على تجربة كل سينارويهتها في العراق، والذي حولته بفضل ضعف قياداته الى مسرح تجارب واسع النطاق، تقترح شيئا وتطبقه يفشل فتسحبه وكأنها تجهل حجم الظلم الذي يقع على المواطنين، الذين لم يأكلوا عنبا لكن شاهدوا الأغرب من الحرامية.
وبعد كارثة الدستور وآفة المحاصصات التدعت واشنطن " فكرة جنونية" لا تصلح لأصغر جزر الموز، ترى فيها بأن أقصر طرق تشكيل الحكومة يمر بتقاسم السلطة بين علاوي والمالكي، يعني سنتين بين لأول والثاني، وكأن العراق خرج من عنق زجاجة الدمار وتحول الى بلد ديمقراطي حد النخاع، لا يحتاج الى مؤسسات راسخة وأمينة ، أو وقيادات تقرا المستقبل و لاتحن فقط الى الماضي.
ان مشروع من هذا القبيل يريد ابقاء العراق ضمن دائرة من الشك والخوف والحرمان، ويزيد من التهاب الخلافات تحت رماد كل المعالجات الناقصة التي أوجدها صانع القرار الأمريكي ، الذي أفقد العراق وأهله خصوصيات كثيرة في مقدمتها تقديم الطائفية على الوطنية وبث الفرقة بدل الأخوة المشهود لها.
و رغم أننا نرى في العين المتفحصة ان العراقيين استوعبوا الدرس واستخلصوا العبر وأداروا ظهرهم لكل أجندات ما بعد الأحتلال، قناعة منهم بأن الاستعمار نقيض للديمقراطية والبناء الصحيح، وأن مسايرة المحتل لا تبني مشروعا صغيرا، لتبقى عاجزة عن ادارة دولة بحجم العراق أرضا وتاريخا ومعرفة وثروات، نقول رغم ذلك ان المشاريع الأمريكية عامل اضعاف اضافي لدور العراق، لأنها تريد الابقاء على من يحابيها لا من يخدم شعبه.
ان قراءة سريعة للأحدات تظهر بأن واشنطن لم تساعد في بناء مرسسات حكم في العراق، بل بعثرت القائم منها بحجج شتى، كي تدور عجلة الفساد بكل الاتجاهات وينشغل المواطن بهموم ثاموية، لأن مشاريع الأحتلال وببساطه هي هدم البلدان لا تطويرها، وما يحدث في العراق شاهد كبير على هذا التجني، فكل الأمور معطلة وما يعتبرونهم دعة الديمقراطية يحاولن بكل وسيلة تكميم أفواه منتقديهم، حتى وصل الأمر رفع دعاوى قضائية ومطالبات بمليارات الدولارات بدل القتل لكل من ينتقد قيادات " سود العيون " في بغداد وأربيل.