البحر المتوسط يواجه مستقبلا أسود!
واشنطن ـ وكالات الأنباء:
بين بحار الأرض ومحيطاته, يبدو أن البحر المتوسط سيواجه المستقبل الأسوأ
وفقا لدراسة أمريكية استغرق إعدادها عقدا كاملا شملت02 منطقة بحرية.
وذكرت أن الأزمات قد تحالفت منذ قرون طويلة علي المتوسط وجعلت مستقبله الأكثر إظلاما.
فقد أشارت الدراسة ـ التي أعدها باحثون بجامعة دالهوسي ـ إلي أن المتوسط
تعرض في الماضي إلي معدلات الصيد الجائر, و كم من الملوثات يفوق قدراته
علي تجدد الحياة به, والآن جاء الدور علي التغيرات المناخية, وزيادة
حجم المخلفات الصناعية, بالإضافة إلي الضغوط التي يشكلها كونه قبلة
لاستقبال نحو200 مليون سائح سنويا.وأمام هذا الحمل الثقيل, ليست
مفاجأة أن تواجه الحياة البحرية في البحر المتوسط ـ التي تعد ضمن أغني خمس
مناطق بحرية علي كوكب الأرض ـ تهديدات تعد الأكثر خطورة, بل إن هذه
التهديدات قد بدأت آثارها في الظهور بالفعل. فمن قبل كان المتوسط يذخر
بنحو71 ألف كائن بحري تتنوع بين الميكروسكوبية أحادية الخلية إلي سلاحف
البحر, لكنه بدأ بالفعل في فقدان هذه المميزات, مع الانقراض الفعلي
لعدد من الفصائل التي كانت عنوانا للحياة البحرية به مثل التونا ذات
الزعانف الزرقاء التي ظهرت أولا في المتوسط نفسه, ثم تراجع عددها أمام
معدلات الصيد الجنونية. كما يتوقع أن تختفي بعض الفصائل حتي من قبل
اكتشافها, مع الأخذ في الاعتبار أن57% من الكائنات البحرية التي يعتقد
أنها تسكن أعماق المتوسط لم يتم اكتشافها بعد, مما يعني أكثر من مليون
فصيل.
القائمون علي الدراسة يدعون إلي أخذ المبادرات التي يكون من شأنها حماية ما
تبقي من تنوع الحياة البحرية في ذلك البحر, وحمايته من مواجهة مستقبل
أكثر تلوثا وإظلاما.