عــــلــــى حــــــــــق

بسم الله الرحمن الرحيم

-------------





بئس الزاد الى الميعاد ... العدوان على العباد


ليس الى السلامة من الناس ...... سبيل



مارفعت احد فوق منزلته .. الا ماوضع منى بقدر .. مارفعت منه !!!



اللبيب العاقل .. هو .. الفطن المتغافل



هذه الاقوال .. للامام الشافعى.



اعتقدت انها ترتبط بهذا المبحث



فعندما تصفى الامور .. وتستقيم الحياة .. ويسير كل شىء على مايرام .. فالخطر قادم .. لامحالة .. لكنه قادم من الناس .. البشر .. ضعاف النفوس



فاصحاب الالسنة الطويلة .. يسنون السنتهم لتكون احد .. والجراح تكون اشد عمقا



قد يجرحك انسان بسكين .. فتسامحه .. والايام كفيلة بمداواة الجراح .
ولكن عندما يكون الجرح من اللسان فلا تداويه الايام .. لانه غالبا مايطعنك فى شرفك .. او كرامتك ..!



فى هذه الحالة يتوجب علينا الرد .. باحدى طرق ثلاث
اما السكوت .. الرد بقسوة .. الرد بموضوعية



المواجهة هنا على ثلاث مستويات : عاطفيا .. عقليا .. عمليا .
وهذا الهجوم او مايسمونه نقد هو فى الواقع اما ان يكون موضوعى
او ظلم وتجريح وهو هجوم مباشر على شخصك .. يستلزم السيطرة على رد الفعل العاطفى .. وهى اصعب الاشياء ..!



لذلك من السهل تماما ان يكون رد الفعل بالاستياء والغضب .. لكن ذلك سوف يجعلنا اكثر تعرضا للهجوم .. واذا كان ردى مجرد سخط وغضب على مهاجمى .. هكذا اسمم نفسى.



اعتقد ان هناك وسيلة اخرى لتثبيت عواطفنا تحت اى هجوم .. هى ان نفكر ان من هم احسن منا وكانوا دائما عرضة للهجوم ..فلا مثال احسن من النبى صلى الله عليه وسلم .. والسيدة عائشة ام المؤمنين رضى الله عنها .. فى حادثة الافك.



واذا كنت تشق طريقك بنجاح .. فاعلم انك ستواجه هؤلاء .. من الافضل ان تكون اولى خطوات المواجهة .. تحديد حقيقة ان كنت انا على صواب او خطا .. بشتى الطرق وكل الوسائل .. وبانصاف وحيادية وعدل.



ان اكون منطقى افضل لى : انظر لهذا الهجوم وافحصه لاننا نتعلم الكثير من المواقف الصعبة .. التى تمر بنا .. هذا يدفعنا الى التفكير بعمق .



يجب ان اسال نفسى بامانة .. اذا كانت هناك اى حقيقة فى هذا النقد او الهجوم سواء كان كبيرا او صغيرا .. وان لا اجد التبريرات لنفسى .. لانه اذا استسلمت لهذه الفكرة .. ساعقد المسالة اكثر .. اما اذا تضح لى انى مخطىء حقا .. فاءن افضل شىء افعله هو الاعتراف بالخطا .. لان ذلك فى حد ذاته سيجعل الطرف الاخر يصمت.



اضافة لذلك ومما يثير الدهشة ان الناس دائما يقفون الى جانب الشخص الذى يستطيع ان يعترف بالخطا



مهم جدا ان افحص مؤهلات الشخص الذى يهاجمنى : هل هو حميد السمعة .. مخلص .. فان نقدنى فمن الافضل الا انبذ كلماته بسرعة



او ان هناك مايدعوه لان يكون حاقدا او غيورا وهذا مبحثنا .. لاشك ان علينا الرد عليه .. لكن من الافضل ان نركز على الحقائق فقط والمضمون ولانتشعب معه لبنيات الطريق



هناك ايضا هواة القاء البنزين على النار : يريدون ان يلقوا بك فى ميدان المعركة .. الى ان تصلك الكلمة تصبح كتابا.



والهجوم عليك هو سلاح ذو حدين وغالبا مايكون الحد السام هو الذى يقطع الشخص الذى يستعمله
فالثرثرة مثلا .. ليست سوى نقد مبعثه الغيرة وعدم الاطمئنان



فصغار النفوس يجدون غالبا انه من الاسهل عليهم ان يمزقوا شخصا اخر .. بدلا من محاولة بناء انفسهم



وهم ايضا اشخاص غير اسوياء .. معوجون .. يتعلقون باهمية زائفة .. ويحاولون ان يغطوا عدم كفايتهم باشارات الى نقاط الضعف فى اناس اخرين



وافضل دفاع عن نفسك هو سلوكك الشخصى اليومى .. واحتفاظك بمقاييسك الاخلاقية العالية .. وان يكون لديك ضمير نقى .. وان تعيش حياتك دون ان تكون هناك اى حاجة للخداع او الكذب او الاخفاء وهذه هى العزيمة
ستجد الكثيرين من النقاد والجارحين لانه اسهل كثيرا ان تكون ناقدا او جارحا من ان تكون
على حق



اسف طولت عليكم .. لكن حقيقى .. موضوع مهم.