عذبونى بالمسامير

قال لي سوف تعملين عندي .. أنتي في البيت مثل الجندي

سوف أعطيكي أموالا كثيرة .. تطعمين بها أطفالك الصغيرة

العمل عندي مقابل مال وفير .. سوف تشعرين بالتحسن و التغيير
خرجت زوجته من البيت إلى عملها .. قال أين الخادمة ؟ أريد أن أرى وجهها
نادى عليا يا خادمة تعالي .. حتى تسلي عليا وحدتي و انشغالي
وضع يداه على وجهي و شعري .. أصبحت الآن مغلوبة على أمري






قال لن تستطيعي الهروب مني .. لن ينقذك أحد أو يمنعك عني
صرخت و جريت في كل مكان .. لكن أين أذهب قد عماه النسيان
ليتني سمعت كلام أهلي .. لقد عذبوني بالماء المغلي
ليتني لم أترك أهلي و بلادي .. لم أستفيد شيئا من عنادي

قالوا لي إننا مسلمين أوفياء .. لكن ظهر الغدر و الازدراء
قالوا سوف نرعاكي و نحميكي .. سوف تعملي و من الشر ننجيكي
خدعوني و أهانوني و أجبروني .. أحمد الله أنهم لم يقتلوني

لقد أدخلوا في جسمي المسامير .. حتى علا صوت صراخي مثل الصفير

يا ظالم الناس أين تذهب يوم العقاب .. لن ينقذك مالك أو نفوذك من العذاب
لن ينقذك أحد من الله المنتقم الجبار .. ليس لديك يوم القيامة أي اختيار
يا من تعذب الخادمات بالمسامير .. مصيرك إلى جهنم يا ظالم يا حقير
يا من لم تأمن خادمتك من غدرك و شرورك .. النار هي مأواك هي مصيرك

يا من تظلم العاملين عندك في الدار .. أين تذهب من الهلاك ليس عندك القرار
يا من تتجبرين على خادمتك و تظلميها .. النار هي عذابك سوف تقيمين فيها
يا من لم تخافوا من عذاب القوي الشديد .. يوم العذاب والانتقام ليس يوم بعيد
أين الرحمة في قلوب المسلمين ؟ .. ماذا تركنا من شرور الكافرين ؟

نسمع عن خادمة تموت من شدة العذاب .. ألم يخافوا عذاب القبر في التراب ؟

كان الرسول يأكل مع الخادم .. لم يغضب عليه في السابق أو القادم

أوصانا الرسول بحسن معاملة الخادمة .. لأنها إنسانة و ليست مجرمة

أوصانا بإعطاءها حقها و إكرامها .. ليس إدخال مسامير فيها و إيلامها



أوصانا بأن الراعي مسئول عن رعيته .. ليس وحش يعذبها داخل مغارته

تتجبر الآن يا ظالم على خادمة ضعيفة .. هل ستمنع عنك نار جهنم الحفيفة

تظلمين خادمتك تشتميها بصوت عالي .. أليس كلام الرسول عندك غالي

يا من تظلمون الناس و تدعون الإسلام .. الإيمان فيكم هو مجرد كلام





يا من تظلمون الخادمة و تدعون الإيمان .. تذكروا يوم تغرق في العرق السيقان ؟

يا من لا تعطي الأجير كامل حقه .. الله يعاقبك بعد جفاف عرقه
__________________
ويطعمون الطعام على حبه
مسكينا ويتيما وأسيرا
إنما نطعمكم لوجه الله
لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا