انه محمد شاب في 18 من عمره بعد أن توقف عن الدراسة, اصبح لا يستيقظ باكرا و كمعضم معضم الذين تنازلو عن مقاعدهم الدراسية كان يعجبه الأمر في البداية
لم يعد والدا محمد يعطونه نصيبه من المال لكي يغطي مستحقاته, كان شعره قد بد يطول, و ثيابه بالية, و قد بدأ يتسخ لدرجة انه كان يخجل من أن يخرج امام اصدقائه.
في يوم من الايام كانت امه توقظه لكي يشتري الحليب و الخبز ...كانت تدق على باب غرفته بلطف محاولة اقناعه بأنه بمجرد ان يغسل و جهه سيذهب النعاس و الخمول لكنه كان متمسكا بوسادته و يقاوم ضجيج من حوله ..بائع السمك في الخارج بصوته المزعج و صوت محرك سيارة جاره و صوت امه عند باب غرفته ....
في لحظة و احدة توقف طرق امه على الباب و ابتعد بائع السمك و جاره بسيارته .. وساد الصمت لدرجة انه فتح عينيه و استيقظ ..ذهب مباشرة الى المطبخ و جلس على الكرسي ووجه يشبه قطعة قماش مجعدة
و زاد وجهه تجعدا عندما راى امه تخرج من خزانة المطبخ المال ..فعليه ان يشتري الحليب الآن و إلا لن يتناول فطور الصباح
غسل محمد وجهه و ارتدى ملابسه واخذ مفاتيحة و إتجه نحو الباب لكن قبل ان يخرج فكر قليلا ثم قال لامه : هل يمكن ان تعطيني بعض النقود ...انا في حاجة ماسة اليها
قالت له الام و قد طبعت على وجهها نظرة ساخرة : اعطيك خمس دقائق لكي تذهب و تحظر الحليب و إن تأخرت لن تحصل على شيئ
ظحك محمد وقال : اذا احضرته في ثلاث دقائق هل ستزيد المكافئة ...فقالت الام: نعم لكن الآن قد مرة نصف دقيقة
إنطلق محمد من الباب مسرعا كالبرق فهو يحب ان يختبر في مهاراته و يحب ان يثبت انه الافظل و الانفع في كل أمر ...لكن وهو يجري مسرعا لمح ورقة نقدية مرمية على الأرض لم يتردد في الذهاب اليها و إلتقاطها ...و ياله من محضوض انهما ورقتين نقديتين ملفوفتين من قيمة الالف دينار ...ثم صرخ بكل قوته و كأنه حقق اكبر نجاح في حياته... وقبل لن يلتفت المارة الى مصدر الصوت كان قد خرج من الدكان و علبة الحليب في يده ...الخبيث انطلق مسرعا حتى انه لم يدفع لصاحب المتجر بل قال له: سوف احظر لك النقود انتظرني... فقد خشي ان يفوته الوقت و لم يلبث صاحب المحل ان يقول له -لا بأس- حتى كان قد وصل الى باب منزله.
لم يتأخر عن الموعد ولما دخل الى المنزل نادى قائلا: امي امي احظرت الحليب اين مكافأتي
الام:..هي فوق المدخنة لكن لا تدخل بحذائك سوف توسخ الأرض
محمد:.. اتركيها هناك و هاهو الحليب ..نسيت ان ادفع حق الحليب لن أتأخر .. ذهب الولد الإنتهازي الى المتجر ثم رجع متلهفا ليقيم غنيمة اليوم او بالأحرى غنيمة الصباح فهو حتى لم تمر عليه ساعة منذ استقاضه
بعد دخوله المنزل قاده طمعه مباشرة نحو المدخنة حتى انه نسي ان ينزع حذائه فوجد ...ضعف ما وجد في الشارع ...تجمد الفتى مكانه ..فهو لم يحصل على مقدار مثل هذا من المال و كاد يبكي من الفرح و بقي ساكنا في مكانه و يفكر.......
ماذا لو تـأخرت في النوم هل كنت سأجد الالفي دنار..ماذا لو فعلت كسائر الايام بقيت نائما و لم البي نداء أمي..