وماذا بعد ؟صرخ بقوة أمام ذلك المجلس الصامت ولم يرد أحدهم عليه،ولكن بدا الغضب على وجوههم لجرأة هذا الرجل،وعندما لاحظ سكوتهم المطبق أكمل ((يقتل رجالنا،تغتصب نسائنا،يستعبد أطفالناوتسلب أرضنا))ونحن نشاهد الأمر من بعيد كما لو كان لا يخصنا،اشتمئز وأكمل ((هذا مشين)) ((وأنتم؟يا أصحاب السلطة والنفوذ والجاه يا من تملكون الملايير في حساباتكم السمينة،لماذا لا تفعلون شيئا؟لماذا لا تتحركون))قالها باستنكار وأكمل((والمثير للشفقة والسخرية معا هو أن لدينا العتاد القوي لرد الصاع صاعين ولكن الخطأ خطأكم يا أصحاب القرار،يامن خذلتم الملايين دون أن تستمعوا الى .فلسطين تنهب كل يوم وانتم هنا صامتون كالشياطين الخرساء،يطبق عليكم الصهاينة سياسة فرق تسد وأنتم تنظرون ))ثم اشمئز قليلا وهو يلقي بنظرات كريهة على هذا المجلس الذي لطالما كرهه حتى النخاع لدرجة تعجبه من أنهم لا يحسون بمدى كراهيته وغضبه،غضبه الذي يجعل الدم في عروقه يغلي كالحمم البركانية.ثم صمت وقال((اتعرفون ما ينتظركم؟))نظر الى اقرب حاكم اليه وقال((انت بالتأكيد تعرف))،ثم أردف((لعنة الملايين بالنتظاركم والعذاب الانهائي ايه الاوغاد))وهناك قاطعه أحدهم ،كان حاد الملامح كأنها نحتت من الصخر وقال (( انت تضيع وقتك فقط فلا حياة لمن تنادي)).فصرخ الضمير وقال((لتحل لعنتي عليكم اجمعين انا وكل من ترعونهم)) وهنا احر وجه الحاكم غضبا وطرد الضمير من الغرفة بقسوة.لكن قبل خروجه توعده بزيارته وتعذيبه في اخر لحظات حياته ليندم في وقت لا ينفع فيه الندم.هكذا طرد الحكام العرب ضمائرهم من قلوبهم وعقولهم دون خوف ولا تردد ولكن كما قلت سيعود.